بما ان الخلق هذه الأيام مشغولون بكأس العالم الذي ستفوز به الأرجنتين طبعا , فقد رأيت ان اخرجكم من هذا الجو مؤقتا بهذا الموضوع بعيدا عن أجواء المونديال في قطر المجد ..
السلام عليكم ..
للسقوط أسباب , ربما تكون تافهة جدا , الا انها تؤدي أحيانا الا نتائج كارثية ..
شركة فيسبوك للتواصل الاجتماعي كانت امبراطور التواصل وعدد المشتركين بهذه المنصة تجاوز المليار في العالم , الا انه افتعل ازمة لا مبرر لها , ذكرتني بما قرأته وما حدث لعملاق المشروبات الغازية " كوكا كولا " ذات يوم ..
ففي عام 1985 م , كانت شركة كوكا كولا تخسر حصتها في السوق أمام منافسها الشهير شركة " بيبسي" عندما أشارت اختبارات التذوق إلى أن المستهلك حينها كان يُفضِّل المذاق الأكثر حلاوة الذي تقدمه شركة بيبسي ، وهنا قررت شركة كوكاكولا إعادة تركيب وصفتها للمرة الأولى منذ 100 عام لتقدم في ابريل عام 85 م منتجها الجديد بعنوان " نيو كوك " المحلى اكثر من الأول , لكنها لم تحسب حينها حسابا لرد فعل المستهلك , ففي غضون أسابيع من الإعلان ، كانت الشركة تتلقى 50000 مكالمة هاتفية غاضبة يوميا ، وفي الشهر التالي قفز هذا الرقم إلى 100000 مكالمة في اليوم ، يشكو فيها المستهلكون من تغيير الطعم الذي تعودوا عليه طيلة حياتهم , وبعدها بثلاثة أشهر ، عقدت الشركة مؤتمرا صحفيا لتقدم اعتذارها وتعلن عودة الوصفة الأصلية لمشروبها الغازي الشهير ..!
هذه القصة , قصة مشروب "نيو كوك" لا تزال تُروى بوصفها قصة مؤثرة تُحذِّر من العبث بما اعتاده الناس سنوات طويلة مهما كانت الأسباب , وعدم العبث بالعلامات التجارية التي ارتبطت بحياة الناس وعاداتهم وتقاليدهم ..
هذا بالضبط ما يعاني منه هذا الموقع الشهير الذي انسحب رواده بسبب هذا التغيير من فيسبوك الى العلامة التجارية الجديدة " ميتا " , وهذا ما اخرج عملاق التواصل الاجتماعي " فيسبوك " من المنافسة وربما من السوق العالمية ..
